بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أشعُر بالفخر والاعتزاز بمناسبة إطلاق النسخة الثالثة من جائزة التميز النسائي لعام 2021م ، هذه الجائزة التي بادرت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بإطلاقها منذ أكثر من ثلاث سنوات. إن هذه الجائزة تُجسِّد بالنسبة لي لحظةً رمزية عالية الدلالة؛ إنها رمزية المكان ودلالة الاسم ونبل الهدف الذي نعمل جميعًا من أجله، فالمكان هو جامعة الأميرة نورة، والهدف هو المرأة السعودية ومن أجدر وأولى من جامعة الأميرة نورة لتحمل هذه المسؤولية والرسالة؟ بوصفها أيقونة المرأة السعودية، ومنصتها العلمية والثقافية منذ اليوم الأول الذي أُسست فيه بدلالات ومقاصد تتجاوز الدور العلمي المتعارف عليه لتصل إلى قيادة الوعي الجمعي حول المرأة ودورها ورسالتها وتطلعاتها وصولاً للمشاركة في بناء دور واعي ومنتج للمرأة في العمل الوطني يقوم على جدوى وأهمية هذه المشاركة. كانت هذه هي رمزية المكان أما الدلالة العظيمة فتتجسد بشخصية ودور وأثر الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - رحمها الله - والتي مثّلت الدور الريادي والقيادي الأول للمرأة السعودية تزامنًا مع مرحلة تأسيس وطننا العظيم، فقد كانت حاضرة ومؤثرة في أهم القرارات الحرجة والمفصلية في تاريخنا الوطني في عهد الإمام المؤسس - رحمه الله -. تأتي الجائزة في هذا العام في سياق توجّه القيادة الكريمة - حفظها الله - في دعم مشروع تمكين المرأة السعودية، وتمثِّل هذا التوجّه في القرارات والتشريعات التي صدرت واستهدفت تطوير مستوى مشاركتها وتحسين الفرص المؤدية لذلك على الأصعدة كافة، ولا يخفى علينا جميعا ما يتعرض له هذا المشروع من تشويه في وسائل الإعلام العالمية من ضمن الحملات التي تستهدف بلادنا مما يجعل مسؤوليتنا وتحديداً المرأة مضاعفة الجهود؛ لتحقيق تطلعات مجتمعنا وقيادتنا نحو بناء مستقبل أفضل لبلادنا وأجيالنا، انطلاقًا من متطلباتنا ومصالحنا الوطنية واستثمار هذه الإرادة السامية لتحقيق ذلك. لن أتحدث عن الموضوعات والأدوار التي تستهدفها الجائزة هذا العام ولا المعايير والأسس الموضوعية لمنحها، فكلي ثقة بأنّ الجامعة واللجنة المسؤولة تؤدي هذا الدور بكل اقتدار، لكنّي وبكل صراحة أركّز كلمتي على مشروع المرأة السعودية بشكل أشمل، ورسالتي لنفسي أولاً وللأخوات الحاضرات ولكل النساء السعوديات بأن التعبير الحقيقي الذي تنتظره القيادة الرشيدة ومجتمعنا ليست الكلمات التي نلقيها أو نصرِّح بها، بل الأعمال الحقيقية التي نقدمها وتتسق بشكل جوهري مع ديننا وثقافة مجتمعنا ومتطلبات التنمية في بلادنا، فالفرصة قد أُتيحت لنا وبدعم من أعلى المستويات والدعم تحقق لنا أيضًا من عائلاتنا، وأقولها بكل صراحة لم يعد هناك مجال للأعذار والمبررات فهذا وقت العمل وتحمّل المسؤولية فقط. ختامًا أقول بأنّ حقيقة مشروع تمكين المرأة هو توسيع الفرص وتطوير كفاءة المرأة؛ لآداء أدوارها على مستوى الأسرة والمؤسسات والتنمية، وهذا المشروع يقوم على أسسٍ واضحة وجليّة لا تقبل التشويه، فالتمكين لا يعني التخلي عن دور المرأة ورسالتها، أو الزحف على دور الرجل والأسرة، أو الانسياق خلف مفاهيم وتعريفات حقوقية وثقافية خارج دائرة هويتنا الإسلامية والحضارية، بل تنطلق من عمق مفاهيم ديننا الحنيف وتقاليدنا وتراثنا، والمرأة السعودية بأعمالها وإنجازاتها هي من يحق لها فقط التحدث عن نفسها وطموحاتها. ختامًا أنا على يقينٍ تام بأنّ الجائزة تتجاوز في غاياتها وأهدافها مبدأ التكريم الشخصي إلى تسليط الضوء على تجارب ومساهمات النساء السعوديات، ودورهن الرائد حيال مجتمعهن وأسرهن ووطنهن، وأهمية تصعيد هذه التجارب إلى المستوى المحلي والدولي؛ لعكس حقيقة هذا المشروع وكذلك لتكون مُلهمة للجيل الجديد لاستكمال هذه المسيرة. ختامًا أتقدم بالشكر الجزيل إلى جامعة الأميرة نورة لإتاحة هذه الفرصة للمشاركة في إطلاق الدورة الثالثة للجائزة وأسأل الله لكم التوفيق . والسلام عليكم ورحمة الله